[واو إِشباع الضمير بين الحذف والإِثبات (تخَذْتُهُمو)]:
وأما واو الصلة في قوله "تخَذْتُهُمُو" و"خِلتُهُمُو" فهي واو إِشباع الضمير كما علمت، وليست ضميرًا. إِلا أن منهم من يكتبها، ومنهم من يحذفها ويقتصر على الميم كما في (الهَمْع).
[الواو المتطرفة بعد ضمير غير مفعول (كانوا هُم)]:
ومن المتطرفة ما يكون بعدها ضمير غير مفعول، بأن يكون تأكيدًا للضمير الذى هو الواو، أو يكون ضمير فصل، أو ضميرًا منفصلًا، بدلًا أو مبتدأ، كقوله تعالى: {كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً} [غافر: 21]. {وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ} [الزخرف: 76]. {إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى} [النجم: 52]. وكقوله عليه الصلاة والسلام: "صِلِ الأَرْحَامَ وإن قَطَعُوا هُمْ" كما ذكروه في فضائل عاشُوراء. وجعل بعضُ المفسرين من ذلك قوله تعالى: {وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ} [المطففين: 3]. لكن ناقشوه بما لا داعى هنا إِلى إِيراده.
[كتابة الألف بعد الواو المتطرفة بعدها ضمير مقصود لفظُه]:
وكذا إِذا كان بعد الواو ضميرٌ مقصودٌ به لفظه ليس مستعملًا في موضوعه، كقول الحريرى [2] الذي قدَّمناه في باب ما يوصل وما يفصل اختاروا "ها" عن "هُنّ" في الضمير الراجع للعدد الكثير، واختاروا "هُنّ" عن
(1) البيتان من بحر الوافر، ولم أعثر عليهما. [2] سبقت ترجمته ص 32.
اسم الکتاب : المطالع النصرية للمطابع المصرية في الأصول الخطية المؤلف : الهوريني، نصر الجزء : 1 صفحة : 308